يمر الأبناء بمراحل عمرية متعددة وكل مرحلة لها مميزات خاصة بها تجعلها استمرارية لمرحلة سابقة وبداية لمرحلة جديدة بمزايا مختلفة. وتعد مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمكن أن يمر بها الابن والأهل معاً. لذلك يتوجب على الاهل الاهتمام بهذه المرحلة العمرية بشكل كبير فهي تنعكس بشكل كبير على الناحية التعليمية والنفسية والاخلاقية للاولاد وتكون مقدمة لبداية مرحلة الشباب. فما هي الطرق الصحيحة لتربية الأبناء في مرحلة المراهقة وكيف يمكن الاهتمام وتنشئة الابن في مرحلة المراهقة.
التعامل الأبناء في مرحلة المراهقة
تعتمد الطرق الصحيحة لتربية الأبناء في مرحلة المراهقة على فهم ما يمر به الابن من تطورات جسمية وعقلية ونفسية. فهو يختلف عن ذلك الطفل الصغير الذي كنت تستطيع تهتم بسهولة وتقوم بتعليمه وبناء شخصيته بالطريقة التي يرغب بها الأهل. لذلك لابد للأهل فهم ومعرفة كل ما يتوجب عليهم القيام أثناء مرحلة المراهقة حتى يستطيعوا تربية ابنائهم تربية صحيحة وسليمة وبطريقة تحافظ على علاقتهم القوية والصحية مع اهلهم واصدقائهم والناس المحيطين بهم. ولابد من معرفة أن هناك الكثير من المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها الابن المراهق في هذه المرحلة الخطيرة من حياته.ولا بد للأهل من التعرف على أفضل طريقة لمساعدة أبنائهم على تجاوز هذه المشاكل والحفاظ على صلاح أخلاقهم وسلوكياتهم.
صفات الابن المراهق ومشاكله
مع اختلاف طبيعة الأبناء وتصرفاتهم بمراحلهم العمرية المختلفة يبقى الابن المراهق الأكثر تعقيدا وصعوبة في التعامل ويجد الأهل أن تربية المراهق صعبة جدا و تحتاج الى الكثير من الصبر والجهد للتواصل مع الابن بطريقة صحيحة. ومن أهم الصفات التي يمتاز بها الابن المراهق:
العصبية الزائدة حيث يتصرف الابن المراهق بعصبية كبيرة مع اسرته واصدقائه ويجدها افضل طريقة للتعبير عن ارائه وافكاره وخاصة في حال معارضة أحد الوالدين لها.
الرفض والتذمر المستمر لمعظم الطلبات والنصائح التي يوجهها الاهل للابن.
رفض تحمل المسؤولية والمشاركة في الأعمال مع الأسرة او رعاية الاخوة.
قضاء اكبر وقت وحيدا في غرفته او مع اصدقائه والابتعاد عن الجلوس مع الاسرة
المعاندة وعدم تقبل آراء الآخرين ومحاولة بناء شخصية مختلفة منفصلة بحد ذاتها عن الاسرة.
ومن أهم مشاكل فترة المراهقة والتي يمكن ان يتعرض لها الأبناء :
الكذب والذي يجده الابن الحل المنجي من أي مشكلة يتعرض لها.
اصدقاء السوء حيث تجد المراهق ينجذب لبعض المراهقين الذين يتمتعون بالقوة أو الشخصيات القوية والمميزة في الحياة الواقعية أو على السوشيال ميديا. فينجرف ورائهم دون التفكير بعقلانية .
تجنب مشاركة الاهل حياتهم سواء الاجتماعية او غيرها فحاول أن يبتعد عن اسرته وقضاء وقت أطول مع الاصدقاء او على الهاتف.
لماذا يكره المراهق والديه
قد يشعر المراهقون بالكراهية تجاه والديهم لعدة أسباب مختلفة، والتي غالبًا ما ترتبط بمرحلة التحول النفسي والعاطفي التي يمرون بها.
إحدى الأسباب الرئيسية هي الرغبة في الاستقلالية، حيث يسعى المراهقون لتكوين هوياتهم المستقلة بعيداً عن والديهم، مما يؤدي إلى رفض توجيهات الوالدين أو الشعور بأنها تقيد حرياتهم.كما يزيد الشعور بعدم الفهم أو الاحترام من قبل الوالدين التوتر والغضب لدى المراهقين.
غالبًا ما يعتقد المراهقون أن والديهم لا يفهمونهم أو يقدرون الضغوط التي يواجهونها، سواء كانت ضغوط اجتماعية أو ضغوط دراسية، مما يؤدي إلى شعورهم بالإحباط وأحيانًا الكراهيةتجاه والديهم.
كما تؤثر المقارنات التي يقوم بها الوالدين سلبًا على العلاقة بينهم وبين أبنائهم، حيث يشعر المراهقون بأنهم يتعرضون للهجوم عندما يقارنهم والديهم بأقاربهم أو أشقائهم.
نصائح للاهل للتعامل مع الابن المراهق
وجود ابن مراهق في البيت يجعل المسؤولية كبيرة على الأهل ويتركهم أمام عدة صعوبات للتعامل مع المراهق:
الصداقة والتقرب من الامراهق من خلال احتوائه وفهم ومعرفة هواياته واهتماماته ومشاركته بها
وضع ضوابط تربوية وحدود وخاصة علاقته مع الجنس الآخر وإرشادهم للتعامل مع الآخرين بطريقة صحيحة.
اكثر الامور التي تزعج المراهق وتسبب وقوع خلاف بينه وبين أسرته هي عدم احترام الأهل لخصوصية الابن والتدخل في تصرفاته وأفكاره فترى الأهل يفتشون وراء الابن مثل البحث في الهاتف والاغراض الخاصة بهم مما يسبب وقوع مشاكل بين الابن والأهل.
احترام المراهق ورغباتها وارائه او محاولة مناقشته وتصحيح المفاهيم الخاطئة باسلوب هادئ وبسيط دون فرض رأيك على المراهق.
المراهقة وافضل طريقة لعلاج مشاكلها
من أهم النقاط التي يتوجب على الأهل الاهتمام بها في معاملة المراهق هي احتواء المراهق وتفهم التغيرات التي يمر بها سواء الجسدية أو العقلية. فارتفاع نسبة الهرمونات في جسم الابن يؤدي إلى حدوث تغيرات كثيرة في نفسية المراهق فهو يشعر بانه لم يعد الطفل الصغير الذي يجب أن يمتثل لأوامر لاهله بشكل مطلق بل يحق له أن يعبر عن أفكاره و أحلامه وأن يتصرف بحرية اكبر واختيار اصدقاءه ومشاركتهم هواياتهم. وتكمن المشكلة الكبرى بان الابن غير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ بشكل كبير لعدم خبرته في الحياة اضافة الى تأثره الكبير بالأشخاص المحيطين به والسوشيال ميديا والتي تشكل خطرا كبيرا على المراهق في ظل عدم وجود رقابة أبوية صحيحة. لذلك يعد التقرب من الابن المراهق ومصاحبته والتقرب به من أهم واجبات الأهل والطريقة الافضل لمعرفة ما يفكر به وتقديم النصيحة بطريقة يتقبلها الابن.
طريقة تربية الابناء في المراهقة
هناك العديد من الطرق العلمية التي يمكن اتباعها لتربية ابنك المراهق والتي بنيت على دراسات وأبحاث علمية:
تهيئة الابن لمرحلة المراهقة قبل الدخول فيها والتي تبدأ عادة في سن ١٣.
التربية بطريقة ايجابية بعيدا عن أي إهانة وانتقاد .
مشاركة الابن باهتماماته وهواياتها.
مساندة الابن في حال وقوعه في المشاكل دون أن تشعره بالدونية وانه غير مفيد وغير قادر على التصرف بطريقة صحيحة.
التعرف على اصدقاء الابن المراهق ومشاركتهم في الاحاديث و النشاطات المختلفة.
تعتبر مرحلة المراهقة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء و يجب التعامل مع الابن بحذر و الاهتمام به بطريقة خاصة جدا لمنع تعرضه لمشاكل كبيرة. ومعرفة الطرق الصحيحة لتربية الأبناء في مرحلة المراهقة هي واجب أي أهل يحرصون على تربية ابنائهم وارشادهم الى الطريق السليم.
هذا ولابد أن يدرك الأبوين أهمية الصبر والفهم والتواصل بينهم وبين أبنائهم. فمن الضروري التعامل مع المراهقين بأسلوب يحترم استقلاليتهم ويزيد من ثقتهم بأنفسهم.
كما ينبغي على الوالدين أيضًا أن يكونوا قدوة جيدة، حيث يعكس الأبناء في كثير من الأحيان سلوكيات وتفاعلات والديهم.
وأخيرًا، يجب على الوالدين فهم أن مرحلة المراهقة هي فترة انتقالية حرجة تتطلب منهم أن توفير الدعم الكافي لمساعدة أبنائهم على تجاوز هذه المرحلة المعقدة من حياتهم.
تعليقات
إرسال تعليق