الحياة الزوجية مقدسة في جميع الأديان والمجتمعات. فهي تقوم على مجموعة من المبادئ كالمودة والرحمة والاحترام والتفاهم وتحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات. ورغم محاولة الزوجين بناء اسرة سعيدة وتجنب المشاكل ولكن مع ضغوط الحياة اليومية و اختلاف الطباع لابد من وقوع بعض المشاكل بينهما. وقد ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث والكتب حول هذه المشاكل وطرق حلولها وتجنبها. وسنقدم لكم ملخص كتاب " المفاتيح الذهبية في احتواء المشاكل الزوجية".
الفصل الأول: فهم طبيعة العلاقات الزوجية
تقوم العلاقات الزوجية فهم الطبيعة الإنسانية بشكل عميق والاختلافات الفطرية والنفسية بين الزوجين.وقد دار الفصل الاول حول الأفكار التالية:
- أهمية التواصل الفعّال بين الزوجين: اكد الباحث والكاتب على اهمية التواصل اللفظي وغير اللفظي بين الزوجين. فلا بد من وجود تواصل دائم بين الزوجين بشكل كبير حفاظا على العلاقة الزوجية ويساهم هذا التواصل في فهم كل منهما للآخر.
- التعرف على رغبات و احتياجات الشريك: فمع وجود اختلافات في الطبيعة البشرية بين الزوجين لابد أن تختلف رغباتهم واحتياجاتهم الجسدية والنفسية والعاطفية. وعلى كل طرف فهم وتلبية هذه الرغبات بالطريقة الصحيحة والسليمة.
- وجود اختلاف بين الزوجين والذي يعد جزء طبيعي في الحياة الزوجية: وجود اختلاف بين الشخصيات امر طبيعي وخاصة بين الجنسين ففي حين نجد النساء تحكمها العاطفة نجد الرجل يحكم العقل والمنطق في حياته. لذلك يعد فهم هذه الطبيعة يسهل التواصل والفهم بين الشريكين والابتعاد عن المشاكل التي يسببها هذا الفرق في الطبيعة الانسانية.
الفصل الثاني: الأسباب الشائعة للمشاكل الزوجية
أن معرفة الأسباب الأساسية وراء المشاكل الزوجية الاكثر شيوعا يساهم في تجنبها والتعامل معها عن طريق الحكمة.وأهم الأفكار التي جاء بها الفصل الثاني:
- توقعات مختلفة بين الزوجين: لكل شخص مجموعة من الافكار والاحلام الخاصة بها حول الحياة الزوجية. وتختلف هذه الأفكار بناء على طبيعة كل منهما والبيئة التي عاش فيها والثقافة الخاصة بهم. وقد تتسبب هذه الاختلافات في خلق العديد من المشاكل بين الزوجين وعدم ادراك هذه الاختلافات يفاقم هذه المشاكل وقد يؤدي الى الانفصال.
-وجود مجموعة من المؤثرات والعوامل الخارجية: هذه المؤثرات تلعب دور كبير في ظهور المشاكل بين الأزواج سواء بسبب اختلاف الطبقات الاجتماعية والحالة المادية والثقافية بين الزوجين. وهذه الاختلافات تظهر بشكل تدريجي مع استمرارية الحياة الزوجية وعدم فهم كل منهما لهذه الاختلافات واحتوائها يسبب ارتفاع في حدة التوتر والمشاكل بين الزوجين.
- المشاكل المالية: وهو العامل الأساسي في معظم مشاكل الازواج نتيجة عدم قدرة الزوجة على تحمل سوء الأوضاع المالية للزوج. وقد ازدادت هذه المشاكل وتسببت في ارتفاع نسب الطلاق بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة البطالة وعدم قدرة الأزواج على تلبية حاجات أسرهم.
الفصل الثالث: استراتيجيات حل المشاكل
- تبني استراتيجيات لحل المشاكل الزوجية: بشكل فعال يمكن أن تؤثر على العلاقة الزوجية وتحسينها و أهم الأفكار التي تحدث عنها:
- استخدام الحوار البناء و تقنيات التفاوض: وهو الذي يؤكد على أهمية التواصل في فهم الزوجين لطبيعة العلاقة وتجنب وقوع المشاكل بينهما. وخلق طرق للتفاوض من خلال الحوار بينهما وفهم أسباب وقوع المشاكل وايجاد طرق لحلها.
- ايجاد حلول ترضي الطرفين : وهي حلول وسطية يمكن الوصول إليها بناء على الحوار وفهم أسباب الخلاف و الحلول التي ترضي الطرفين والبحث عن حل وسط بينهما يرضي الطرفين.
- أهمية التعامل بتسامح وصبر مع المشاكل: وهما عاملان أساسيان في حل أي مشكلة تقع بين الزوجين فالتسرع والغضب يزيد من حدة التوتر. والتسامح يعمق الود والمحبة بين الطرفين لانه يعبر عن تعلق كل طرف بالآخر ورغبته باستمرار العلاقة الزوجية. ولابد للزوجين من فهم أن العلاقة الزوجية تقوم على المشاركة وليس علاقة الند للند وترقب وخلق المشاكل.
الفصل الرابع: زيادة الحب والاحترام
- أساس أي علاقة زوجية ناجحة هو وجود الحب والاحترام: فلابد أن وجود مشاعر متبادلة بين الطرفين قائمة على الاحترام والمودة والاهتمام بين الطرفين.وهذه المشاعر تساهم في حل أي مشكلة ومنع حصولها وخلق حلول تناسب أي مشكلة بينهما للحفاظ على علاقتهما.و أهم الأفكار الواردة في هذا الفصل:
-وجود ضغوط يومية على الزوجين: سواء بسبب العمل او مسؤوليات الأسرة والمنزل تولد العديد من المشاكل وتشكل حاجز في التواصل بينهما.لذلك لابد من إيجاد وقت مخصص للتواصل والمشاركة بين الزوجين في شؤون حياتهما اليومية.
- تعبير كل من الزوجين عن مشاعره للاخر: واهمية وجوده في حياة الطرف الاخر. فروتين الحياة اليومية والمسؤوليات التي تقع على عاتق كل منهما تسبب حدوث برود وجمود في العلاقة. لذلك يعد التعبير عن المشاعر سواء بشكل مادي او معنوي يساعد على كسر اي حاجز بين الطرفين.
-الاحترام هو اساس اي علاقة: صحيحة وسليمة وخاصة بين الأزواج. وإظهار هذا الاحترام سواء داخل او خارج المنزل يجعل العلاقة قوية ومتينة بينهما. و يخلق المحبة بين الزوجين والتي تعد أساس لتجنب المشاكل والسعي لحلها بكل الطرق.
الفصل الخامس: التعامل مع الأزمات الكبرى
تختلف طبيعة الأزمات والمشاكل التي تتعرض لها الاسر والتي تحتاج الى حلول خاصة لها. فجاءت مجموعة من الأفكار في هذا الفصل وأهمها:
- طرق حل مشكلة الخيانة الزوجية: وهي احدى أكبر المشاكل التي تعاني منها الاسر في عصرنا الحالي. وعند ظهور هذه المشكلة يفقد كل من الطرفين قدرته على ضبط النفس وبالتالي لابد من إيجاد حلول تناسب هذه المشكلة.
- الأزمات الصحية و التعثرات المالية: احد المشاكل التي تؤثر سلبا وبشكل كبير على العلاقة الزوجية.فالبعض يجيد التعامل معها والبعض الآخر تسبب له ازعاج ومشاكل لذلك لابد من فهم الأسلوب الأفضل للتعامل بها بخصوصية معينة.
- الدعم النفسي واللجوء للاخصائيين في العلاقات الاسرية: ضرورة لابد منها عند الوصول لطريق مسدودة او عدم قدرة الطرفين على حل المشكلة بأنفسهم.
الفصل السادس: الحفاظ على السعادة الزوجية
الحفاظ على السعادة الزوجية يحتاج الى بذل الزوجين لمجهود كبير و التحلي بالصبر. وقد لخص الكاتب طرق الحفاظ على السعادة الزوجية بعدة أفكار أهمها:
- الابتكار والتجديد: أساسيان في العلاقة الزوجية منعا للروتين الذي يتسبب في برود العلاقة بين الزوجين.
- المشاركة في بناء ذكريات جميلة: تجمع بين الزوجين وتساعد في عودة المودة بينهما ومسامحة كل منهما للآخر عند وقوع المشاكل والاختلاف.
-معرفة كلاً من الزوجين لحقوقه وواجباته: وخلق نوع من التوازن بينهما يساهم كثير في منع وجود خلافات وتجنبها بشكل كبير.
لا تقوم الحياة الزوجية على النظريات والكلام بل لابد من معرفة وفهم هذه العلاقة وطرق استمراريتها. ودور كل من الزوجين لبناء هذه العلاقة بطريقة صحية وسليمة تساعد في بناء اسرة قوية. فالاحلام والافكار والخطط والعادات والتقاليد وطرق التربية كلها عوامل تساهم بشكل او آخر في وجود مشاكل بين الزوجين ومعرفة وإدراك هذه الحقيقة يجنب اي زوجين الوقوع في هذه المشاكل. وقد قمنا بتقديم ملخص كتاب "المفاتيح الذهبية في احتواء المشاكل الزوجية" الذي قُدم من خلاله خلاصة تجارب ودراسات كثيرة حول مفهوم السعادة الزوجية وكيفية حل المشكلات بين الزوجين.
تعليقات
إرسال تعليق